أدوات تحديث الإدارة المغربية وتحسين أداء التدبير العمومي

المبحث الأول: التحديات التي تواجه الإدارة المغربية:
تعتبر الادارة العمومية مؤسسة دات صبغة عمومية تابعة لوزارة معينة هدفها بالأساس تقديم خدمة معينة للمواطن المغربي في جميع المجالات. على اعتبار ان هذه الخدمة هي حق لكل مواطن بدون رشوة و لا زبونية.. لكن يبقى مستوى الخدمات بمؤسسات الادارة العمومية دون المستوى بحيث يثير غصب المواطنين اضافة الى الرشوة و المحسوبية التي تنخر كيان الادارة العمومية.. لذلك فهي تواجه عدة تحديات يمكن اجمالها في الاتي:
× التحـدي السياسي: ويهدف الى بناء دولة الحق والقانون وارساء المؤسسات وجعل الادارة كجهاز يعمل على تحقيق اغراض المواطنين وفي خدمتهم وليس العكس.
× التحدي الاقتصادي: بالتحكم في كتلة الاجور وضبط التوازنات الماكروقتصادية (الاقتصاد الكلي) .
× التحدي الاجتماعي: بالحفاظ على التماسك الاجتماعي ومحاربة الفوارق الاجتماعية ومحاربة البطالة والتهميش والفقر.
× التحــدي الثقافي: اعتماد ثقافة جديدة مبنية على مفهوم دولة الحق والقانون والمفهوم الجديد للسلطة وثقافة القرب بالانصات للمواطنين ومشاغلهم وتحقيق مبدا المساءلة، ومبدا ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتحقيق التساؤل : من أين لك هذا؟
× التحدي التكنولوجي : بتسخير التقنيات الحديثة وتقديم الخدمات العمومية بكلفة اقل، واعتماد اللغة العربية في الرماسلات الادارية وفي كل المعاملات الادارية .
المبحث الثاني: إشكالية الإصلاح الإداري: 
لا ينبغي الحديث عن إصلاح للإدارة المغربية إصلاح جزئي فهذا الإصلاح الجزئي أبان عن عدم تحقيق الأهداف المرجوة عن 
تحديث الإدارة وجودة أدائها، وإنما ينبغي الحديث عن الإصلاح الكلي أو بمقاربة شاملة للإدارة.
ومن بين هذه الإشكاليات المطروحة في إدارتنا: 
× سوء توزيع الموظفين على المستوى الإداري والجغرافي.
× عدم ترسيخ مبدأ المساءلة والمراقبة الحازمة. 
×عدم توزيع الدخل الفردي بشكل عادل. وقد ذكر أحد النواب البرلمانيين أخيرا في حوار صحفي أنه يستحسن أن تكون الأجور المغربية على مستوى المؤسسات العمومية لا تتجاوز سقف المدخول الشهري للوزير الأول. 
× ضعف الإمكانيات التقنية والوسائل التكنولوجية في التعاملات الإدارية المغربية مع المواطنين.
× عدم إيجاد منظومة وطنية شاملة للتكوين المستمر للموظفين والأطر. 
× عدم التخطيط الإداري والاستراتيجي المعقلن الهادف والمحدد بشكل دقيق من خلال برنامج زمني واضح ومحدد.
× الرشوة: إذ يحتل المغرب المرتبة 77 عالميا حسب مؤسسة ترانسبارنسي الدولية وتحدث السيد الوزير محمد نبيل بن عبد الله الناطق الرسمي باسم الحكومة أن %2 من الناتج الوطني الإجمالي تذهب في الفساد.
× الفساد الإداري
× تعقيد المساطر الإدارية بالنسبة للاستثمارات …
المبحث الثالث: آليات التحديث الإداري
لا يمكن تحديث الإدارة العمومية بالمغرب إلا بوجود آليات لتحقيق ذلك ومنها :
-إدماج ثقافة تخليق الحياة العامة في المناهج والبرامج التعليمية.
– إعادة الانتشار للموظفين والأطر على المستوى الجغرافي والإداري لسد الخصاص التي تعانيه بعض القطاعات 
– مسايرة الركب التكنولوجي والعلمي لدى المغرب عموما وأمريكا وأوروبا واليابان خصوصاً. 
– إرسال البعثات من الطلبة الطموحين والمتفوقين والمبدعين إلى الدول الغربية المتميزة بتقدمها وتفوقها العلمي والتكنولوجي من أجل تكوينهم.
-إعداد ميثاق للتخليق وحسن التدبير داخل كل قطاع يحدد منظومة القيم والاتجاهات رزنامة القواعد السلوكية ويحدد أيضا المسؤوليات. 
– اتخاذ سياسة جديدة للتدبير اتجاه الأطر الإدارية والموظفين بصفة عامة بالمغرب وهي “سياسة الزجر والتحفيز” واقصد بها أن كل موظف أو إطار أبان عن كفاءة وقدرة على الإبداع والمواظبة والاجتهاد، والانضباط ينبغي تحفيزه ودعمه ماديا ومعنويا ، والعكس صحيح…
– وضع منظومة وطنية للتكوين المستمر.
– تفعيل دور اللامركزية.
-إشراك المجتمع المدني في ورش التخليق من خلال إلزام الإدارة على الانفتاح والتواصل مع المرتفقين لتسيير وتسهيل الولوج إلى الخدمات المرفقية.
-إعداد ميثاق يضع قيم حقوق الإنسان والمواطنة في علاقة المر تفق بالمرفق العام.
– إرساء ثقافة القيام بالافتحاص والتدقيق وايضا التفتيش على مستوى الادارات العمومية المركزية والجهوية والاقليمية مع الحث على نشر نتائج التحقيقات والتدقيقات التي تقوم بها الهيئات المختصة وتوسيع دائرة الإعلان بها لأجل تقوية الحواجز المانعة من جهة والتعريف بممارسات التدبير الجيد من جهة ثانية .
المبحث الرابع: آفاق التنمية الإدارية بالمغرب
بداية إن مفهوم التنمية قديم تم استعماله في المجال الاقتصادي منذ عهد الاقتصادي آدم سميث إلى غاية الحرب العالمية الثانية ثم تطور إلى المجال السياسي وقد تبنت الأمم المتحدة مفهوم التنمية في عام 1977 بقرار ينص على أن الحق في التنمية يعد حق من حقوق الإنسان.فتطور هذا المفهوم إلى أن تم إصدار أول تقرير للتنمية البشرية عن هيئة الأمم المتحدة في العام 1990 ويأخذ هذا التقرير بعين الاعتبار ثلاثة مؤشرات هامة وهي مستوى الدخل الفردي، ومستوى التعليم ومستوى عمر الإنسان.وباختصار شديد يمكنني أن اطرح التساؤل لماذا باتت التنمية اليوم هي الشغل الشاغل في بلدان العالم بأسره؟ لأن التنمية هي عملية اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية تنبع داخل المجتمع وليس من خارجها، فحتى البنك الدولي الذي كان يطبق سياسة التقوية الهيكلي بفرض مجموعة من الإملاءات على الدول المدينة ومنها المغرب مثلا الذي طبقت عليه هذه الإملاءات في عامي 1983-1984 بعد أن عجز عن التوازن الماكرو الاقتصادي بسبب ارتفاع أسعار النفط مع أواخر السبعينات وسياسة الحماية التي كانت تعرفها بعض الدول على المنتجات المغربية وظروف أخرى اعتبر أن سياسة التقويم الهيكلي لا جدوى منها والبطالة في ارتفاع مستوى الفقر بات ظاهرة عالمية، والأمية مستفحلة في دول العالم الثالث عموما والمغرب له نصيب وافر منها، فقد غيّرت المؤسسة المالية الدولية سياستها الإقراضية تحديدا في يونيو 2004 حيث أصبحت هذه السياسة الإقراضية تسمى “قروض سياسة التنمية” بمعنى أنه لم تعد تفرض الإملاءات على الدول المدينة بقدر ما يمنح الفرصة لهذه الدول بأن تنهض بتنمية شاملة متوازنة وانطلاقا من المشاريع التنموية المعروضة على المؤسسة المالية الدولية يمكن أن تقدم القروض المرجوة ويمكن للمتتبعين للشان الدولي في المغرب أن يلاحظوا أن سياسة التنمية البشرية التي بدا ينتهجها المغرب تسير في هذا الاتجاه.
لكن يبدو أن المغرب لحد الآن لم يستطع الخروج من نفق الجمود والحلول الجزئية الترقيعية للإدارة وهو ما أكده وزير الوظيفة العمومية الأسبق السيد محمد خليفة في كتابه “التوقيت المستمر” حيث ذهب بالقول إلى أن المناظرات التي تعقد في المغرب حول الإصلاح الإداري وترشيد الموارد البشرية يصرف عليها الكثير من ميزانية الدولة لكنها لا تعدو كونها مجرد حبر على ورق توضع في الرفوف حتى تتآكل مع الزمن. ولذلك فما هو الهدف الحقيقي من وراء هذه المناظرات؟ ففي 7-8 ماي 2002 تم تنظيم مناظرة وطنية بالمدرسة الوطنية للإدارة حول موضوع “الإدارة المغربية وتحديات الإصلاح الإداري لعام 2010” وخلصت إلى مجموعة من النتائج الهامة، منها ترشيد النفقات العمومية، تأهيل الموارد البشرية، تحفيز ودعم الموارد البشرية، التكوين المستمر…لكن هل فعلا تم تفعيلها؟ 
“الميثاق الوطني للإدارة العمومية”
أما الحل الأنجح في اعتقادي لتحديث الإدارة المغربية هو وضع خطة أو ميثاق للإدارة العمومية المغربية على غرار ميثاق التربية والتكوين بان يتفضل جلالة الملك بوضع لجنة خاصة بميثاق وطني الإدارة العمومية المغربية متألفة من شخصيات بارزة في المجال الإداري وتدبير الشأن العام ومن أكاديميين ومحللين اقتصاديين ومتتبعين مغاربة للشأن الإداري على المستوى الدولي للخروج بميثاق موحد حول الإدارة العمومية المغربية “حيث يصبح هذا الميثاق بمثابة دستور إداري يحترمه الجميع بعد الاتفاق عليه. 
خاتمة: 
بيتر دراكر الكاتب الأمريكي الذي أصدر كتابا متميزا من ثلاثة أجزاء كبيرة اسمه “الإدارة” -يقول دراكر- ينبغي أن نتخذ قرارا الآن، ونحتاج إلى عمل الآن، فالإكراهات تواجهنا الآن، وينبغي ترشيد الموارد البشرية الآن ، ونحن بالمغرب نحتاج الى قرار الآن لإصلاح الإدارة العمومية الان.
وأخيرا إن التسريع بوتيرة التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة حيث أن مبادرة جلالة الملك للتنمية البشرية بخصوص الفقر يمكن اعتبارها حافزا للانطلاقة نحو تنمية شاملة بما فيها التنمية الإدارية لأن الوضع الاجتماعي في المغرب لا يطمئن بالخير أبدا، بدليل ما ذهب إليه ممثل البنك الدولي بالمغرب الذي ذكر أنه إذا بقي المغرب يعرف نسبة نمو منخفضة لا تصل إلى 6% !!فإنه من الأرجح أن يعرف عدة توترات اجتماعية لا يمكن التحكم فيها ولذلك فقد اقترح هذا المسؤول أن يكون تشجيع الاستثمار والتنمية الاقتصادية، وجودة التعليم والاهتمام بتزويد جميع المواطنين بالماء الصالح للشرب والصرف الصحي، والاهتمام الأكبر بالفقر وبالطبقة الضعيفة والهشة والمهمشةو الاهتمام بالسكن اللائق والتعليم النافع والعمل المنتج والتنمية المستدامة، وكخلاصة وجيزة نحن نعاني من الفساد الاداري و من الظلم الاجتماعي والبون الشاسع بين الطبقات الاجتماعية ونحتاج إلى العدالة الاجتماعية ومنها العدالة التوزيعية.

عَنْ الموقع

men-gov.com منصة مستقلة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع التدريس والتوجيه والتعليم وكذا اعلانات الوظائف بالمغرب,وتضمن كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية التربوية التي تبسط وتشرح الأشياء التي يحتاجها التلميذ والطالب و الأستاذ والمدير والباحث عن فرص الشغل سواء كت تابعة لمؤسسات الدولة اوغير تابعة لها ، وتجدر الاشارة الى ان هذه المنصة لا تمت باي صلة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي واي مؤسسة وطنية اخرى.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تم الحرص في men-gov.com على 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها في الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد من أجل الحصول على المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات التي تطرأ على المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 00 ألف ملف من اجل تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير men-gov.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هنا

À propos du site

men-gov.com est une plate-forme indépendante complète et moderne qui suit le rythme de tous les sujets d’enseignement, d’orientation et d’éducation, ainsi que des offres d’emploi au Maroc, et comprend également un ensemble de services et de méthodes éducatives qui simplifient et expliquent les choses qui répondent aux besoins de l’étudiant, du professeur, du directeur et du chercheur d’emploi, privé ou public, Il est à noter que cette plateforme n’est pas reliée au ministère de l’Éducation nationale, et de la Formation professionnelle et de la Recherche scientifique, et à tout autre institution.
Chaque année, notre plateforme profite à plus de 25 millions de visiteurs de tous âges.
Sur men-gov.com, nous avons pris en charge 4 principes:
Qualité et exactitude du contenu publié sur le site
Navigation fluide du site et bonne organisation afin d’obtenir des informations sans prendre la peine de chercher
Mise à jour continue du contenu publié et se tenir au courant des nouveaux développements du système éducatif
Ajout de fonctionnalités et de services éducatifs renouvelables
Depuis 3 ans, nous avons fourni plus de 50 000 articles et plus de 00 000 fichiers pour un développement permanent de notre plateforme qui correspond à vos aspirations, et le suivant est plus beau, si Dieu le veut.
⇐ Plateforme développée par DesertiGo et maintenue par men-gov.com
⇐ Vous pouvez nous suivre sur les réseaux sociaux pour recevoir nos actualités: cliquez ici

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *