التربية الاسلامية مدخل القسط: حق الغير: خطبة الوداع وحقوق الإنسان

مدخل القسط: حق الغير: خطبة الوداع وحقوق الإنسان
السنة الثَّـانِيَة باك جميع المسالك

نصوص الانطلاق:

قَالَ الله تعالى: “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ“ سورة البقرة الآية 178

قَالَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: “واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان، لَا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله“. السيرة النبوية لابن هشام 4/205.

المفاهيم الأساسية:

القصاص: عقوبة شرعية تستدعي أن يفعل بالفاعل مثل فعله..

أولي الألباب: : أصحاب العقول والفطر السليمة.

عوان: أمانة لابد من حفظها.

الأحكام الشرعية:

1. مِنْ أَهَمِّ حقوق الإنسان فِي الإسلام، ضمان حماية حقه فِي الحياة، ومعاقبة المنتهك لحرمات هَذَا الحق بعقوبة شديدة تَتَمَثَلُ فِي القصاص.
2. وصية النبي صلى الله عَلَيْهِ وسلم للرجال بِضَرُورَةِ حفظ نسائهم بِمَا فِيهِ خير وصلاح.

المحور الأول: خطبة الوداع سياقها ومضامينها:

أولا : التعريف بخطبة الوداع:

هِيَ خطبة بليغة ومؤثرة تضمنت تلخيصا عاما لأهم التشريعات والحقوق الإسلامية، ألقاها النبي عَلَيْهِ السلام فِي اليوم التاسع من ذِي الحُجَّة فِي السنة العاشرة من الهجرة يوم عرفة عَلَى جبل الرحمة.

ثانيا: مضامين خطبة الوداع:

تضمنت الخطبة مجموعة من الحقوق الإنسانية الَّتِي تسجل أسبقية للشريعة الإسلامية فِي مجال إقرار حقوق الإنسان، الَّتِي لَمْ يعترف بِهَا العالم إلَّا بعد انتهاء الحرب العالمية الثَّـانِيَة (1948م)، وَمِنْ أهَمُ هَذِهِ المبادئ والحقوق:

أولا: إلغاء الوثنية: وإبطال عبادة غير الله، فلابد أن تكون تقوى الله وطاعته عنوان المؤمن للحفاظ عَلَى كرامته، وتحقيق تكريمه.

ثانيا: حرمة الدماء والأموال والأعراض: وَقَد جعل الشرع النفس والعرض والمال من الضروريات الخمس الأساسية الَّتِي لابد من حفظها.

ثالثا: حرمة الربا: لما فِيهَا من أكل أموال الناس بالباطل، واستغلال فاحش لحاجاتهم وضعفهم.

رابعا: إقرار العدل ورد الأمانات إِلَى أهلها: وتحريم الظلم، والجور عَلَى حقوق الناس؛ لأنها عادات جاهلية مستقبحة.

خامسا: حقن الدماء: عنة طريق تشريع القصاص فِي حالة القتل العمد، وتشريع الدية فِي حالة القتل الخطأ والشبه العمد.

سادسا: الوصية بحقوق النساء: والحث عَلَى الإحسان إليهن وَأَن ذَلِكَ من تقوى الله تعالى.

سابعا: الأخوة فِي الدين: فرابطة العقيدة والإسلام هِيَ الرابطة الأقوى الَّتِي تمحي معان الاعتداء والعدوان، وتحكمها المحبة لله.

المحور الثاني: تطبيقات الحقوق الواردة فِي حجة الوداع:

مِنْ خِلَالِ مضامين خطبة الوداع، يتبين أَنَّهَا غنية جدا بمبادئ إقرار حقوق الإنسان، فَهِيَّ أحاطت بجميع ضرورياته فِي الحياة، بدأ بحفظ دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله، عَنْ طَرِيقِ تحريم الاعتداء عَلَيْهَا، أَوْ حَتَّى الانتقاص مِنْهَا، وَمِنْ أهَمُ هَذِهِ الحقوق بصيغة أُخْرَى معاصرة:

• حق التدين لله من غير اعتداء وَلَا إكراه؛
• حق الحياة؛
• حق الإنسان فِي الأمن عَلَى ماله ودمه وعرضه؛
• حق المساواة فِي الأصل البشري، وَلَا تفاضل إلَّا بالتقوى؛
• حق التآلف والتعاون والأخوة والتحابب بَيْنَ المسلمين؛
• حق التملك، ومنع الاستغلال؛
• حق المرأة فِي تشريفها وحفظ حقوقها؛
• حق الكرامة الإنسانية؛