التعاقد في قطاع التعليم بالمغرب.. أزمة رؤية ومأزق تدبير

 20 أبريل 2021

كشف الباحث المغربي مصطفى شـݣري أن الدراسة المتفحصة والقراءة المتزنة المسؤولة الصادقة والصريحة لتاريخ مسلسلات الإصلاح التعليمي بالمغرب “تفرض القول وبمنطق الوضوح والمسؤولية ذاتهما أن اعتماد عَدَدُُ مِنَ المقاربات لَنْ تؤدي سوى إِلَى قراءة تجزيئية لَنْ ترى سوى الجزء الظاهر من عمق الأزمة البنيوية للمنظومة التربوية المغربية، وإلا فَإِنَّ الأُوْلَى والأجدى أن نعتمد نظرة متكاملة شمولية تضع المسألة فِي إطارها السياسي المجتمعي حَتَّى لَا نقضي الوقت فِي معالجة الثمار الفاسدة الناجمة عَنْ الشجرة المسمومة، فننشغل بالمنتوج عَنْ المنتج، وبالأعراض عَنْ الجوهر”.
وَبِحَسَبِ مقال الباحث المغربي الَّذِي وصل موقع “متمدرس”، “يتطلب مقاربة قضية التعاقد فِي قطاع التربية وَالتَعْلِيم، إنجاز قراءتين ينجم عنهما الوعي بجوهر أزمة التَّعْلِيم بالمغرب وتجلياتها العرضية، ثُمَّ بيان مظاهر التحديات والرهانات القائمة، واستخلاص جملة توصيات موجهة”.
فرض التعاقد
وَقَالَ شكري إننا “نَحْتَاجُ إِلَى قراءة سياقية تستحضر جملة أحداث تاريخية تضع فرض التعاقد ضمن مَا تلا مَا عرف بوضع السكتة القلبية فِي نهاية التسعينات، وما تولد عَنْ ذَلِكَ من الاستجابة لمقررات القوى الاقتصادية الدولية بوضع إصلاحات الميثاق الوطني للتربية والتَّكْوين، وإقراره وتنزيله مَعَ العهد الجديد فِي سياق التناوبي التوافقي”.
وسار إِلَى أَنَّهُ “إِذَا كَانَ الميثاق يَضُمُّ بَيْنَ ثناياه الجراثيم الَّتِي نشأت عَنْهَا فِي فصوله وأبوابه كل التدابير الَّتِي بدأت تنسل إِلَى ساحة التنزيل والتطبيق بعد أكثر من عِشْرِينَ سنة من فرض التوافق المزعوم حول الميثاق، فَإِنَّ المنظومة كَانَت مَعَ مَوعِد تاريخي آخر للفشل الذريع الذائع بعد الإعلان عَنْ فشل العشرية الأُوْلَى الموعودة، والدخول فِي متاهات برنامج إصلاحي جديد كَانَ لَهُ نصيب واسع من اسمه الاستعجالي”.
وزاد موضحا: لَمْ تمض فِيهِ إلَّا سنوات شحيحة العدد والمدد حَتَّى افتضحت مشاريعه ليتم اللجوء إِلَى دوامة أُخْرَى من اللقاءات الاستشارية تارة، والحوارية الجهوية تارة، والتدابير ذات الأولوية طورا آخر، ليتمخض جبل الركام والوثائق عَنْ مَا عد رؤية استراتيجية ومشاريع منطقية ستكون البوابة لصنع قفل القانون الإطار ومشاريعه المسترسلة النازلة.
آلة تخريبيبة
وَفِي قراءة نسقية لما يحصل، أَكَّدَ الباحث مصطفى شكري أن “مشروع التعاقد ليس إلَّا جزءا من آلة تخريبية تفتت شتات المنظومة التربوية المغربية إِلَى شتيت يقضم من بقايا حياتها المترنحة؛ وإلا فما بال هَذِهِ الحزمة المتسارعة من الإجراءات التدبيرية الَّتِي فرضت تكوينا من غير توظيف، فتوظيفا من غير تكوين، فضربا للمجانية تحت دعاوى تنويع مصادر التمويل، ثُمَّ تمكينا قويا مزيدا للفرنسية، وإقرارا لخيارات قيمية بعيدة عَنْ هوية الأمة ماتحة من مرجعيات العولمة الغالبة، وتوجها نَحْوَ قبلة التطبيع التربوي بعد التطبيع السياسي مَعَ الكيان الصهيوني”.
وَأَوْضَحَ أَنَّهُ “ لَا ينبغي مسارعة الزمان لتنزيل إصلاحات موعودة لصناديق التقاعد وللأنظمة الأساسية والتربوية بِشَكْل يغيب المقاربة التشاركية للمعنيين بِالأَمْرِ أَنْفُسَهُمْ وللفاعلين بمختلف أنواعهم. وَكُل هَذَا ضمن بنية اقتصادية لَا تردد سوى نغمة فشل النموذج التنموي، وَلَا تدعو إلَّا إِلَى سلوك النهج نفسه لصياغة نموذج آخر بنكهة مغربية”.
خطاب مأزوم
وَأَشَارَ الباحث شكري إِلَى أَنَّ “خطاب الأزمة المأزوم الَّذِي أصبحت الدولة نفسها تتقنه وتنافس فِيهِ وبامتياز مَا عاد يجدي نفعا؛ أولا لأنه يلقي باللائمة عَلَى الأجهزة المدبرة ويسكت عَنْ عتاب الماسكين ببوصلة الدفة الموجهة، وثانيا لأنه يقف دوما عِنْدَ تجليات الأعراض الَّتِي تنخر الجسم التربوي التعليمي بنظرة غَالِبًا مَا تكون تقنوية غير نافذة إِلَى عمق الداء وأصل البلاء”.
وَفِي المُسْتَوَى الثالث، خلص شكري إِلَى أَنَّهُ “خطاب يؤبد حالة وهم النقاش المجتمعي فِي هوامش الترداد اللامنتهي للكوارث التاريخية الَّتِي سافرت مَعَ التَّعْلِيم عبر أزمنته الإصلاحية الَّتِي ينسخ بعضها بعضا ويهدم بعضها بعضا ويلعن بعضها بعضا”.
أزمة قرار
وَإِعْتَبَرَ شكري أَنَّهُ “ولئن كَانَت أزمة التَّعْلِيم عندنا أزمات: أزمة قرار يملى فِي مطابخ القوى الدولية ويصاغ فِي دهاليز المجالس المرعية، أزمة تشخيص يدقق فِي الفتات ويعمي عَنْ الحقائق، أزمة تدبير ارتجالي وتنزيل استعجالي، أزمة قوة اقتراحية لَا تملك من الخيال والإبداع مَا يجعلها تفكر من خارج صندوق استيراد الجاهز البائت الفائت”.
ونبه إِلَى أَنَّ هَذِهِ الأزمة الأزمات إنما ولدت لنا أم الدواهي الماثلة فِي انعدم الثقة فِي المدرسة، وامتهان المدرس، وتلكما لعمري لهي القاضية الماضية بنا إِلَى قعر الاغتيال الواقعي غير الرمزي للثروة القوة الممكنة من الصمود فِي وَجْهِ الرياح العاتية للتقدم المعرفي الهاجم الغازي”.
طغيان التحكم
وَأَكَّدَ عَلَى أن “جوهر مَا بتعليمنا من علل يكمن فِي مسألتين اثنتين؛ طغيان البعد التحكمي للدولة فِي مقررات إصلاحات التَّعْلِيم بالمغرب فَإِذَا هِيَ هُوَ، أَوْ فَإِذَا هُوَ هِيَ. ثُمَّ افتقاد المشروع المجتمعي الوطني المجسد للهوية الوَطَنِية، وَإِذَا كَانَ طغيان الدولة يولد أن التَّعْلِيم عندنا قضية حكم لَا قضية شعب، فَإِنَّ افتقاد المشروع المجتمعي يضعنا فِي قلب تعليم لَا يعبر عَنْ حاجياتنا القيمية والاقتصادية والاجتماعية بَلْ يظل تَبَعًا لإملاءات المستكبر المانح المالي بَعْدَ أَنْ كَانَ تابعا لهوى الحاكم المانح العقلي والنفسي. وعن هاتين العلتين السرطانيتين تخلق أزمات العدالة الاجتماعية، والبنية التحتية، وضمور الحس الأخلاقي، وفقدان المِنْهَاج التربوي الملائم، وضياع الفاعل والمفعول، وضعف المكتسبات، والبقاء الأبدي فِي ذيل سلاليم التنمية البشرية والرقي الحضاري”.
البلاء والداء
وَشَدَّدَ عَلَى أن “الوعي بالسياقات والأنساق، وإدراك مكمن البلاء والداء، وربح رهانات السياسة التعليمية، واستثمار الزخم الاحتجاجي المتنامي يَدْعُو إِلَى الاقتناع الجوهري بِأَنَّ جوهر إشكال التَّعْلِيم عندنا هُوَ تحكم النظام فِي مدخلاته ومخرجاته، وعدم امتلاك تصور مجتمعي للمواطن المقصود، والمجتمع المنشود”.
وَدَعَا إِلَى “الإقرار بِأَنَّ حل قضايا التَّعْلِيم لَنْ تكون ترقيعيا تجزيئيا بمعزل عَنْ حل الوضع العام للمجتمع والسياسة والحكم والاقتصاد، مِمَّا يَعْنِي ضرورة امتلاك الجرأة الأدبية للاعتراف بنفاذ البطارية الإصلاحية للدولة فِي ميدان التَّعْلِيم، وانتهاء مدد صلاحية الوصفات المنتجة وقدم الحلول المعروضة، وَهُوَ مَا يَعْنِي أن نيأس يأسا كليا من أمل شفاء التحكم من مرض الاستبداد بالرأي، وَكَذَا ملحاحية امتلاك الشجاعة الأخلاقية للقول بِأَنَّ واقع التشرذم للفاعل المجتمعي عموما إنما سيكون فِي صالح إعادة تدوير خطاب الفاعل الوحيد الَّذِي هُوَ النظام ومؤسساته المتنفذة”.
وخلص إِلَى أَنَّ “الحاجة هِيَ الدفع بالتنسيق النقابي والاحتجاجي إِلَى أفق الجبهة المجتمعية الممانعة من خارج القوالب المعهودة، أضحى مسألة عَلَيْهَا يتوقف مستقبل أجيال البلاد، وحسمها حسم لمقدمات التغيير الحقيقي عَلَى قاعدة القطع مَعَ عبث العابثين لبناء الإنسان وتشييد العمران”.

عَنْ الموقع

ان www.men-gov.com مِنَصَّة مُسْتَقِلَّة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع التدريس والتوجيه وَالتَعْلِيم وَكَذَا اعلانات الوظائف بالمغرب,وَتَضَمَّنَ كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية التربوية الَّتِي تبسط وتشرح الأشياء الَّتِي يحتاجها التلميذ والطالب و الأستاذ والمدير والباحث عَنْ فرص الشغل سَوَاء كت تابعة لمؤسسات الدولة اوغير تابعة لَهَا ، وَتَجْدُرُ الاشارة إِلَى ان هَذِهِ المنصة لَا تمت باي صلة لِوِزَارَةِ التربية الوَطَنِية والتَّكْوين المهني وَالبَحْث العلمي واي مؤسسة وطنية اخرى.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تمَّ الحرص فِي men-gov.com عَلَى 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها فِي الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد مِنْ أَجْلِ الحصول عَلَى المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات الَّتِي تطرأ عَلَى المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 200 ألف مِلَفّ مِنْ أَجْلِ تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير men-gov.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا عَلَى وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هُنَا

À propos du site

men-gov.com est une plate-forme indépendante complète et moderne qui suit le rythme de tous les sujets d’enseignement, d’orientation et d’éducation, ainsi que des offres d’emploi au Maroc, et comprend également un ensemble de services et de méthodes éducatives qui simplifient et expliquent les choses qui répondent aux besoins de l’étudiant, du professeur, du directeur et du chercheur d’emploi, privé ou public, Il est à noter que cette plateforme n’est pas reliée au ministère de l’Éducation nationale, et de la Formation professionnelle et de la Recherche scientifique, et à tout autre institution.
Chaque année, notre plateforme profite à plus de 25 millions de visiteurs de tous âges.
Sur men-gov.com, nous avons pris en charge 4 principes:
Qualité et exactitude du contenu publié sur le site
Navigation fluide du site et bonne organisation afin d’obtenir des informations sans prendre la peine de chercher
Mise à jour continue du contenu publié et se tenir au courant des nouveaux développements du système éducatif
Ajout de fonctionnalités et de services éducatifs renouvelables
Depuis 3 ans, nous avons fourni plus de 50 000 articles et plus de 00 000 fichiers pour un développement permanent de notre plateforme qui correspond à vos aspirations, et le suivant est plus beau, si Dieu le veut.
⇐ Plateforme développée par DesertiGO et maintenue par men-gov.com
⇐ Vous pouvez nous suivre sur les réseaux sociaux pour recevoir nos actualités: cliquez ici

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *