عندما يلج مشروع المؤسسة حجرة الدرس

تاريخ النشر: 2015-02-07

المشاهدات: 312

بقلم: نهاري امبارك، مفتش التوجيه التربوي، مكناس
لقد برز مشروع المؤسسة على الساحة التربوية منذ سنوات، ومر من عدة محطات. لكن يبدو، من خلال التشخيصات أنه مازال قاصرا ولم ينضج بعد. وراوح مكانه يتأرجح بين التصور والبلورة والتجريب.
ورصدت له اعتمادات مالية لم تف بالمطلوب. فكانت إخفاقات أدت إلى المراجعة والعود إلى إصدار نصوص ومذكرات، فاتخذت تدابير ونظمت تكوينات، وتمت تعبئة موارد بشرية وتوفير أدوات، وتدخلت وكالات وضعت برامج وأبرمت اتفاقات. وصدرت وثائق للاستئناس من بطاقات تشخيص وشبكات مؤشرات، ولاحت في الأفق معيقات تحول دون التنزيل الفعلي والإنجاز الحقيقي وتحقيق الأهداف المسطرة، ما جعل الأطر التربوية تتساءل حول مدى قدرة مشروع المؤسسة على تخطي عتبة حجرة الدرس والولوج إلى داخل الفصل الدراسي لمعالجة الظواهر التي أضحت تغزو العملية التربوية داخل هذا الفضاء الذي يعتبر مسرح العمليات ومنطلق القرارات لكل القضايا التربوية ذات الارتباط بالتلميذ. وهكذا تبينت للمدرسين إكراهات بالجملة، تحول دون انخراطهم ومساهماتهم الفعلية لنقل مشروع المؤسسة من الهامش إلى عمق العملية التربوية  لسبر أغوارها ومعالجة أوضاعها. فبدوا يشتكون طول المقررات الدراسية وكثافة المواد المقررة، في 
ظل جداول حصص كاملة، وإعداد الجذاذات والدروس ومضامين الأشغال التطبيقية، وتوالي حصص الدروس، وإجراءات التقييم التربوي، وكثرة الفروض المحروسة وتصحيح إنتاجات التلاميذ. كما يشتكي الأطر الإدارية والتربوية بعد المؤسسات التعليمية، خصوصا بالمناطق النائية، حيث تقبع المدرسة وراء مسافات ومسالك وعرة وطرق غير معبدة وجدران مهترئة ووديان بلا جسور ولا قناطر وثلوج وتحت وطأة برد قارس بلا كوانين ولا مدفآت…كلها حواجز تقف أمام ولوج مشروع المؤسسة المدرسة، فبالأحرى حجرة الدرس. هذه الحواجز التي يود التلاميذ وأولياء أمورهم والأطر الإدارية والتربوية إزالتها في إطار الإصلاحات المرتقبة، وذلك بشكل شمولي في إطار مشروع تربوي متكامل، دون تجزيء ولا تركيز على جانب دون آخر.
بناء على هذا وذاك، يضع المدرسون فرضيات، وتشغل هواسج وتخمينات، مبتهجين أحيانا وقلقين أحايين ومتسائلين حول ما إذا ولج مشروع المؤسسة حجرة الدرس، هل يأتي  بحلول تعفيهم عناء ومتاعب الاكتظاظ والأقسام المشتركة وظواهر الشغب والعنف اليومية؟ وهل يمتلك من الأدوات الكفيلة بالتصدي لإشكالية انخفاض المستوى الدراسي والهدر المدرسي المتمثل في الانقطاع والفصل عن الدراسة؟ وهل يأتي بآليات فعالة لمحاربة الغش والتلاعب والتهاون التي غزت المؤسسات التعليمية؟ وهل يأتي بحلول للفوارق الشاسعة الملموسة لدى التلاميذ وأولياء أمورهم بين المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية وضعيات وعدد التلاميذ داخل حجرة الدرس ونتائج مدرسية؟ وهل يرسي مبادئ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، من حيث ظروف العملية التربوية والكتاب المدرسي والمقررات الدراسية والتوجيه إلى بعض الشعب والتخصصات الدراسية، من قبيل العلوم الرياضية والمسالك الدولية للبكالوريا المغربية، بين تلاميذ التعليم العمومي والتعليم الخصوصي؟
من أجل الإجابة الصريحة والملموسة على مختلف الأسئلة التي تشغل كل الفرقاء التربويين، وإرساء الإجراءات والتدابير الناجعة لإصلاح حقيقي لمنظومة التربية والتكوين، يترقب التلاميذ والمدرسون مشروع المؤسسة ليلج حجرة الدرس ويعيش الظروف التي يعيشونها، ويتلمس المعيقات والصعوبات التي تجثم بكل ثقلها على العملية التربوية، ويضع حدا دفعة واحدة أو تدريجيا، لمختلف الآفات التربوية والتعليمية التي يعاني منها الفصل الدراسي متسائلين: هل يلج مشروع المؤسسة حجرة الدرس دون إصلاح شمولي لأحوال المدرسة ومنظومة التربية والتكوين ومختلف مكوناتها؟

عَنْ الموقع

men-gov.com منصة مستقلة شاملة وحديثة تواكب كل مواضيع التدريس والتوجيه والتعليم وكذا اعلانات الوظائف بالمغرب,وتضمن كذلك مجموعة من الخدمات والوسائل التعليمية التربوية التي تبسط وتشرح الأشياء التي يحتاجها التلميذ والطالب و الأستاذ والمدير والباحث عن فرص الشغل سواء كت تابعة لمؤسسات الدولة اوغير تابعة لها ، وتجدر الاشارة الى ان هذه المنصة لا تمت باي صلة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي واي مؤسسة وطنية اخرى.
يستفيد سنويا من منصتنا أكثر من 25 مليون زائر وزائرة من جميع الفئات العمرية .
تم الحرص في men-gov.com على 4 توابت اساسية :
ـ جودة المضامين المنشورة وصحتها في الموقع
ـ سلاسة تصفح الموقع والتنظيم الجيد من أجل الحصول على المعلومة دون عناء البحث
ـ التحديث المستمر للمضامين المنشورة ومواكبة جديد التطورات التي تطرأ على المنظومة التربوية
ـ اضافة ميزات وخدمات تعليمية متجددة
لمدة 3 سنوات قدمنا اكثر من 50000 مقالة وازيد من 00 ألف ملف من اجل تطوير دائم لمنصتنا يتناسب وتطلعاتكم, والقادم أجمل إن شاء الله.
⇐ المنصة من برمجة وتطوير men-gov.com وصيانة DesertiGO
⇐ يمكنك متابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي ليصلك جديدنا: اضغط هنا

À propos du site

men-gov.com est une plate-forme indépendante complète et moderne qui suit le rythme de tous les sujets d’enseignement, d’orientation et d’éducation, ainsi que des offres d’emploi au Maroc, et comprend également un ensemble de services et de méthodes éducatives qui simplifient et expliquent les choses qui répondent aux besoins de l’étudiant, du professeur, du directeur et du chercheur d’emploi, privé ou public, Il est à noter que cette plateforme n’est pas reliée au ministère de l’Éducation nationale, et de la Formation professionnelle et de la Recherche scientifique, et à tout autre institution.
Chaque année, notre plateforme profite à plus de 25 millions de visiteurs de tous âges.
Sur men-gov.com, nous avons pris en charge 4 principes:
Qualité et exactitude du contenu publié sur le site
Navigation fluide du site et bonne organisation afin d’obtenir des informations sans prendre la peine de chercher
Mise à jour continue du contenu publié et se tenir au courant des nouveaux développements du système éducatif
Ajout de fonctionnalités et de services éducatifs renouvelables
Depuis 3 ans, nous avons fourni plus de 50 000 articles et plus de 00 000 fichiers pour un développement permanent de notre plateforme qui correspond à vos aspirations, et le suivant est plus beau, si Dieu le veut.
⇐ Plateforme développée par DesertiGo et maintenue par men-gov.com
⇐ Vous pouvez nous suivre sur les réseaux sociaux pour recevoir nos actualités: cliquez ici

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *